احتفالاً بانتصار عظيم، قرر حاكم إحدى الولايات أن يصدر عفواً عن واحد فقط من المساجين في الولاية. وبناء على ذلك، قرر أن يزور سجن الولاية ليفحص حالة كل مسجون هناك ليحدد من الذي سيفوز بقرار العفو. وهناك، بدأ يقابل كل مسجون ليستمع إليه ويفحص حالته. وانبرى كل واحد من المساجين محاولاً أن يثبت أحقيته بالعفو الموعود. فبدا البعض يشكو من أنه لم يفعل شيئاً، وأن وجوده في هذا السجن ما هو إلا محض ظلم. وأخذ البعض الآخر يوضح أنه صالح بطبعه وأنه فعل الكثير من الأمور الحسنة التي يستحق عليها العفو والتغاضي عن ذنبه. وبيّن آخرون حجتهم على أنهم أفضل من كثيرين ممن هم خارج السجون. وهكذا تعددت الحجج من الجميع، كل واحد يعلن استحقاقه للعفو؛ إلا سجيناً واحداً بدت عليه ملامح الشقاء والانكسار، لما واجه الحاكم قال له: يا سيدي أنا الوحيد الذي لا يستحق العفو. فقد أذنبت وأعلم أن جرمي كبير، وأني أستحق عقوبتي تماماً. وبعد أن استمع الحاكم للجميع جاء وقت إعلان العفو، تطلعت العيون للحاكم؛ والكل في انتظار أن يعرف من سينال نعمة في عيني الحاكم فيعفو عنه.
ولدهشة الجميع، أعلن الحاكم أنه قرر العفو عن ذلك السجين الوحيد الذي لم يعلن استحقاقه، والذي أعلن ذنبه.
عزيزي القارئ .. ألا تذكرنا هذه القصة بذاك الذي قرع على صدره معترفاً "أنا الخاطئ" فكانت النتيجة أنه "نزل إلى بيته مبرراً" بينما لم يكن ذلك من نصيب الذي حاول أن يثبت أحقيته ( لوقا9:18-14)؟
أخي.. أختي .. إن كل من يأتي إلى الله، متضعاً شاعراً بذنبه سيجده منتظراً بالنعمة ليمنحه الغفران. فهل تأتى إليه معترفاً بخطاياك، محتمياً بدم المسيح لتنال غفران الخطايا؟
|